الصادق المهدي

موضوع: الصادق المهدي الإثنين أبريل 27, 2009 9:08 pm

بمناسبة إنعقاد المؤتمر العام لحزب الأمة وقف الزعيم منتصبا بقامته المديدة أمام مكبرات الصوت ليعلن أمام حشد من مؤيديه وفضائيات العالم ( أن النقاب إهانة للمرأة) ! فما قول أهل العلم ؟
إن النقاب الذي هو تغطية الوجه وحكمه التكليفي من حيث الوجوب والندب والإباحة مسألة شرعية بحته تدارسها الفقهاء في باب ستر العورة وتدارسها المفسرون عند قوله تعالى( وليضربهن بخمرهن على جيوبهن) والمحدثون المعنيون بجمع السنن والآثار وتنقيحها والمؤرخون وغيرهم في تراجم الصحابة وسيرهم ، والزعيم ليس في شيء من هؤلاء .. فما هو معدود من طبقة الفقهاء ولا هو معدود من طبقة المفسرين ولاهو من المحدثين ولا من أهل السير والمغازي .. ولو صوًب حديثه إلى نساء حزبه قائلا: يا نساء حزب الأمة إني لكن ناصح أمين ، لا تنتقبن فان تغطية وجوهكن إهانة لكنً. لو كان قوله كذلك لرفعنا القلم عنه وتركناه وشأنه مع أتباعه. لكنه وجه كلامه إلى عامة النساء على اختلاف مللهن ونحلهن بما فيهن من نساء المؤمنين الصالحات القانتات.
رب قائل إن الرجل كان يشرح برامج حزبه وطرحه الإنتخابي بحيث لو تمكن من الحكم لمنع النساء من النقاب بتشريع قانوني ملزم كما هو الحال في تركيا وتونس وفرنسا ، وليكون الناخب على بينة من أمره وهو يدلي بصوته . وهذا من حقه بالنظر إلى القدر المتاح من الحرية أو الديموقراطية إن شئت .
لن نستبق الأمور فلكل مقام مقال ولكل حدث حديث وسنحاكم الرجل ونختصمه بوضعه الراهن وبوضعنا نحن أيضا بذات القدر المتاح لنا.
من الذي أهان المرأة ... أهو المشرع حين تدرج بها في مراتب التقوى بقدر ما تستطيع ..أم إن المرأة هي التي أهانت نفسها حين فضلت بطوعها واختيارها ألا تسفر عن وجهها تأسيا بسلف صالح وأثر صحيح ؟
إن العلماء وأئمة المساجد الأفاضل حين اتهموا الرجل في دينه نظروا في هذين البحثين ..فمنهم من أفتى بردته ..ومنهم من أفتى بفسقه ..وأوسطهم من أفتى بجهله .
الزعيم سليل أسرة كريمة نجلها بالنظر إلي ماضيها .. فهل صلاح الأب يسري حتما على الذرية.؟ لو كان الأمر كذلك لكانت ذرية إبراهيم أولى باستدامة الصلاح .. وذاك حين سأل الخليل ربه أن يجعل ذريته أيضا أئمة للهدى فجاءه النداء من العلي الحكيم ( لا ينال عهدي الظالمين) والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه .. وأي ظلم أبشع من قوله ( إن النقاب إهانة للمرأة ) ؟
صحيح إن الزعيم من ذرية رجل صالح .. فهل سرى فيه ذاك الصلاح؟!
ملحوظة: ثقل علي القلم أن يخط إسم الرجل بنصه واكتفى بالإشارة

شكراً لك أخي ود البصير على هذا الموضوع فمثل هذه الشخصيات هي
الأخطر على الإسلام من غيرها ,وذلك لأنّها تُحسب من علماء الأمّة في بلدنا
المغلوب على أمرها.
والحجاب لا يحتاج إلى تزكية منّي أو منك ولكن لا بأس من هذه القصيدة الرائعة
للرائع أحمد مطر
وهي حول منع المحجبات من دخول المدارس في فرنسا:
قمرَ توشّح بالسحاب
غبش توغل,حالماً,بفجاج غاب
فجرٌ تحمّم بالندى
وأطل من خلف الهضاب
الورد في أكمامه
ألق اللآلئ والصدف
سُرُجتُرفرفُفي السدف
ضحكات أشرعة يؤرجحها العباب
ومرافئَ بيضاء
تنبض بالنقاء العذب من خلل الضباب
من أيّ سحرٍ جئت أيتها الجميلة؟
من أيّ بارقة نبيلة
هطلت رؤاك على الخميلة
فانتشى عطر الخميلة؟
من أيّ أفقِ ذلك الورد المتوّج باللهيب
وهذه الشمس الظليلة؟
من أيّ نبعٍ غافل الشفتين
تندلع الورود؟
من الفضيلة...
هي ممكنات مستحيلة
قمر على وجه المياه
يلُمه العشب الضئيل
وليس تدركه القباب.
قمر على وجه المياه
سكونه في الإضطراب
وبعده في الإقتراب.
غيب يمد حضورهوسط الغياب
وطن يلم شتاته في الإغتراب
روح مجنّحة بأعماق التراب
وهي الحضارة كلها
تنسل من رحم الخراب
وتقوم سافرة
لتختزل الدنا في كلمتين
(أنا الحجاب)
فمالها حُجُبُ النفور
نزلت على وجه السفور؟
واهاً....
أرائحة الزهور
تضير عاصمة العطور؟
أتعف عن رشف الندى شفة البكور؟
أيضيق دوحَ بالطيور؟
يا للغرابة
لا غرابة.
أنا بسمة ضاقت بفرحتها الكآبة
أنا نغمة جرحت خدود الصمت
واذدرت الرتابة
أنا وقدة محت الجليد
وعبّأت بالرعب أفئدة الذئاب
أنا عفة وطهارة بين الكلاب
الشمس حائرة بغير مرسى
الليل جنّ بأفقها
والصبح أمسى
نعلاك أطهر من فرنسا كلها
جسداً ونفسا.
نعلاك أجمل من مبادئ ثورة
ذكرت لتنسى
زاد الحساب على الحساب
وآن تسديد الحساب
فإذا ارتضت...أهلاً
وإن لم ترض
فالترحل فرنسا عن فرنسا نفسها
إن كان يزعجها الحجاب.!